في الزوايا التي لا تراها الكاميرات، وفي الصمت الذي لا تلتقطه الميكروفونات، يتشكّل الإنسان... لا على طاولة الفلسفة، ولا في كتب التنمية البشرية، بل في مؤسسات تُعيد تشكيله برفقٍ شديد، حتى ينسى أنه كان يملك صوتًا مختلفًا يومًا ما. فإذا أردنا أن نعيد للإنسان وعيه، وأن نمنحه فرصة أن يكون ذاته لا ظلّ ما فُرض عليه، كان لا بد أن نبدأ من حيث أُنتج، من حيث صيغ وتهذّب واستُلبت منه فطرته: من التعليم. ١. لماذا التعليم أولًا؟ لأن التعليم لم يكن يومًا أداة للمعرفة فقط، بل كان ولا يزال أداةً للترويض. ليس كل تعليم تحريرًا، فهناك تعليم يُراد به أن تتعلّم كيف تُطأطئ رأسك، أن تحفظ ما لا تفهم، وأن تردّد ما لم تؤمن به، أن تتعود على الصمت، على الترتيب، على الامتحان لا الحياة. كان ينبغي أن يكون التعليم دعوةً لاكتشاف الذات، لكنه تحوّل إلى وسيلة لصناعة نسخٍ متشابهة من مواطنين صالحين… كما تراهم السلطة لا كما يرون أنفسهم. ٢. ما هو الوعي الزائف؟ الوعي الزائف هو حين تعتقد أنك اخترت طريقك، بينما في الحقيقة، لم تُمنح إلا طريقًا واحدًا. هو أن تحلم بما أراده لك الآخرون، وتخاف من الخروج عن المألوف، وتُقسم أ...
تعليقات
إرسال تعليق